(3) خطر جديد يسبب الوفاة لمرضى نقص المناعة
فى جميع أنحاء العالم انتشر نوع من الديدان الخطيرة القوية التى تؤدى لحدوث أعراض مرضية تتشابه وكثير من الأمراض المعروفة ، خطورة الديدان تكمن فى عدم انتباه الأطباء إليها بشكل كبير حتى الآن ، و بالتالى فقد يتناول المريض كميات من الأدوية و هو فى الحقيقة يسير فى الاتجاه الخاطىء ، هذا من ناحية و من ناحية أخرى سنجد لها تأثيرا مميتا على مرضى نقص المناعة المعروف باسم الإيدز ، و ربما يكون هذا هو السبب الأول لإضفاء كثير من الأهمية على الأبحاث الخاصة بالكشف عن الديدان عند المرضى ، الغريب أن هذه الديدان التى أطلقوا عليها اسم الدودة القوية الخطيرة Strongyloides قد أصبحت شائعة بين البشر حتى فى البلدان المتقدمة حيث تتراوح نسبة انتشارها كالتالى :
§ فى أمريكا الشمالية وكندا حوالي من 10 إلى 15%
§ وفى أمريكا الجنوبية نجد النسبة أعلى بكثير فهي مثلا فى
البرازيل حوالي 60% وهى فى كولومبيا أكثر من 70%
§ وفى آسيا حوالي من 65 إلى 80%
§ وفى أفريقيا أكثر من 80%
كيف تحدث الإصابة؟
تخترق اليرقة جلد الإنسان إذا مشى حافيا وفى بعض الحالات قد تخترق جلد الإنسان إذا صافح مريضا يحمل اليرقة المسببة للمرض وهذا نادر، ولكن بعد دخولها إلى جسم الإنسان تسير اليرقة لبضع ساعات داخل الجلد بسرعة حوالي 10 إلى 15 سنتيمتر فى الساعة .... ولا يطيب لها المقام فى الجلد كثيرا فتخترق الشعيرات والأوعية الدموية وتذهب إلى الرئتين وتستقر هناك لفترة تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين ، ولا يعجبها الحال فتترك الرئتين و تخترق الشعيرات والأوعية الدموية مرة أخرى وتذهب إلى الجهاز الهضمي وتستقر فى الأمعاء ،
ويمكنها أن تذهب من الرئتين إلى الأمعاء بطريقة أسهل وهى فى حالة أن تصيب الرئة بالتهاب وينتج عن ذلك بلغم يحتوى على يرقات .. وقد " يكح" المريض ويبلع البلغم الذي يصل مباشرة إلى المعدة ثم إلى الأمعاء ، ويطيب لهذه الدودة المقام فى الأمعاء فهى تعشق المكان الذى به ميكروبات كثيرة ولا يوجد فى جسم الانسان مكان به ميكروبات كالأمعاء .
ما هي أعراض الإصابة باليرقة؟
أعراض الإصابة باليرقة هي:
أعراض اختراقها للجلد ثم أعراض رحلتها ومستقرها داخل الجسم
1) أعراض اختراقها للجلد :
أعراض عامة لا تلفت نظر المريض مثل :حكة بسيطة فى الجلد,احمرار فى الجلد
وغالبا ما تشخص الحالة على أنها " أرتيكاريا" أو حساسية فى الجلد
2) أعراض رحلتها داخل الجسم :
لليرقة رحلة عجيبة داخل الجسم فهي تخترق الأوعية الدموية بكل سهولة ثم تذهب للرئة ثم من الرئة للدم مرة أخرى وأخيرا تذهب من الدم إلى الجهاز الهضمي حيث تسكن فى جدار الأمعاء الدقيقة
و لا تمر اليرقة على أي مكان فى الجسم إلا وتسبب بعض الأعراض والتي هي أيضا أعراض عامة غير واضحة
§ فمثلا عندما تذهب إلى الدم قد تسبب ارتفاعا طفيفا فى درجة الحرارة ورعشة خفيفة فى الجسم
§ وعندما تذهب إلى الرئة قد تسبب ما يشبه بالالتهاب الرئوي البسيط مثل الكحة المصحوبة ببعض البلغم وأحيانا صعوبة فى التنفس وهذه الأعراض لا تستمر طويلا
3) أعراض استقرارها وسكناها فى الأمعاء:
وعندما تذهب إلى الأمعاء وتستقر هناك فإنها قد تسبب فقدان للشهية وإسهال وأحيانا قئ وهذه الأعراض لا تستمر طويلا .
هل يمكن للطبيب أن يشخص الحالة بسهولة؟
لا يمكن للطبيب تشخيص الحالة بسهولة لا من الأعراض ولا من الكشف على المريض ولا حتى من التحاليل الروتينية أو الأشعة ..... لماذا؟
لأن الأعراض غير واضحة وغالبا ما تشخص على أنها:
§ حساسية بالجلد عندما تخترق اليرقة جلد المريض
§ أو نزلة برد خفيفة إن كانت اليرقة فى الدم
§ أو التهاب رئوي أو ربو إن كانت اليرقة فى الرئة
§ أو نزلة معوية إن كانت اليرقة فى الأمعاء
§ كما أن التحاليل الروتينية والأشعة لا يمكنها تشخيص الإصابة
و لكى نعلم ما الذي يحدث للمريض فى هذه الحالة يجب أن نحمد الله تعالى على جهاز المناعة العجيب الذى زود به جسم الانسان ، اعلم أن الله سبحانه وتعالى زود الإنسان بجهاز مناعة قوى جدا ، وهذا الجهاز يرصد و يتربص بأي شئ غريب يحاول اختراق الجسم ، فلا يترك جهاز المناعة هذه الدودة تمرح داخل الجسم كيفما اتفق وأي جسم غريب يدخل جسم الانسان فان جهاز المناعة يكون لديه أحد الخيارين إما أن يقضى عليه ويقتله أو يحاصره ويشل حركته حتى يتسنى للجسم بناء جدار عازل حول هذالجسم الغريب يحيط به وكأنه سجن يعزل هذا الجسم الغريب عن خلايا الجسم ،هذا ما يحدث بالضبط مع يرقة هذه الدودة التي نحن يصددها فخلايا المناعة تحاصرها وأنسجة الجسم تبنى حولها جدارا عازلا تسكن اليرقة بداخلها ولسان حال جهاز المناعة كأنه يقول : " يا دار ما دخلك شر"
وعندما تستقر اليرقة فى المخ أو الرئة أو الكبد أو أي مكان فى الجسم فإنها تستقر وهى محملة ومكدسة بملايين الملايين من هذه الميكروبات ، ومن ثم يمكننا أن نستنتج أعراض انتشار اليرقة داخل الجسم ، هي نفس أعراض مكان وجودها أو المكان الذى انتشرت فيه عن طريق الدم ، وكل الأعراض التي تسببها عبارة عن أعراض التهابات حادة شديدة بسبب تكاثر الميكروبات فى مكان وجود اليرقة ، فمثلا فإذا استقرت اليرقة فى الرئة ينتج عنها التهاب رئوي حاد مما يؤدى الى ارتفاع فى درجة الحرارة وكحة وبلغم قد يكون مصحوبا بالدم بسبب اختراق اليرقة للأوعية الدموية وغالبا ما يتم تشخيص هذه الحالة على أنها درن (سل) رئوى أو التهاب فيروسى حاد بالرئة0
وإذا استقرت اليرقة فى المخ فإنها تسبب أعراضا تشبه أعراض الالتهاب السحائي أو" خراج" بالمخ مع ارتفاع فى درجة الحرارة وتشنجات وفقدان للوعي .
وإذا استقرت اليرقة الكبد فإنها تسبب أعراض التهاب كبدي مع فقدان للشهية وميل للقئ وإسهال وأحيانا ارتفاع نسبة الصفراء .
أما اليرقات الموجودة بالأمعاء فإنها تسبب الإسهال الشديد وفقدان الشهية والقئ وهل يمكن للجسم السيطرة على هذا الانتشار ؟
عندما يكون جهاز المناعة قويا أمكن للجسم السيطرة على الموقف ، أما فى حالة ضعف جهاز المناعة فان الوضع يصبح مختلفا تماما ، فلو – لا قدر الله - انتشرت اليرقات بهذه الصورة فإنها تنذر بوفاة المريض ، ونسبة حدوث الوفاة مرتفعة جدا وتتراوح من 85 إلى 95 % .
وهل يمكن للطبيب تشخيص سبب تدهور الحالة ومعرفة أن هذا التدهور بسبب هذه اليرقة؟
لا .... فلا الأعراض ولا وسائل التشخيص الروتينية ولا التحاليل أو الأشعة قادرة على معرفة سبب هذه الحالة .