الـــــجــــــوافة .....
[size=25]هل تكتم الجوافة أسرار تاريخ هجرة الشعوب على الأرض؟يمارس أحد الباحثين في جامعة ولاية أريزونا الأمريكية هواية غريبة، فهو يبدو شغوفاً بجمع كل ما يقع تحت يده من منتجات مصنعة من الجوافة، أو تلك التي يدخل في تركيبها بعض المواد المستخرجة من ثمرتها.
وعلى الرغم من أنّ الغرفة المكتبية للبروفيسور ليس لاندرم قد غدت أشبه بمحل للبقالة، إلاّ أنه لا يبدو منزعجاً من ذلك، فقد دأب على جمع المنتجات المصنعة من الجوافة لما يزيد عن عشرين عاماً، فهو إما أن يستهلكها ويحتفظ بالوعاء على أحد الأرفف في مكتبه، وإما أن يتركه قابعاً على أحد الرفوف إلى حين يتم استهلاك ما فيه، ليجد الوعاء فيما بعد طريقه ليس إلى سلة المهملات، ولكن ليأخذ مكاناً على أحد الأرفف فيصبح جزءاً من هذه المجموعة الغريبة من المقتنيات.
ويمارس هذا الباحث تلك الهواية منذ ما يزيد عن عقدين، وهي ليست هواية بالمعنى الحرفي ولكنها وسيلته لتحقيق حلم راوده طوال سنين خلت. فهو يأمل بأن يقوم ببحث حول ثمرة الجوافة والتي يَعتقد أنها من الثمار المهمة في تاريخ البشرية.
ولما لم يحصل لاندرم على ما ينشده من دعم لإجراء هذا البحث، الذي رفضت تمويله مؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية وذلك بحجة عدم أهمية هذه النبتة من الناحية الاقتصادية، لذا فقد قرّر لاندرم إثبات عدم صحة هذا الأمر، أملاً منه في الحصول على الدعم المطلوب.
فشرع الباحث في جمع كل ما يقع تحت يده من منتجات مصنّعة من مختلف الدول، والتي تحوي مواد من ثمرة الجوافة، سواء كانت من مجموعة المنتجات الغذائية أم غيرها، ويبدو أنّ ازدحام الأرفف في مكتب لاندرم يؤيد وجهة نظره فيما يتعلق بعدم صحة هذا الادعاء.
ويوضح الباحث أهمية شجرة الجوافة من الناحية الطبية، والتي تتعدّد استخداماتها الطبية في العديد من الدول،
فالشاي المصنوع من الأوراق واللحاء له فوائده في حالات الإسهال،
كما يُستخدم منقوع الأوراق في بعض الدول، مثل السودان، في التخفيف من التهابات القصبات التنفسية وعلاج الربو القصبي.
وعلاوة على كونها ثمرة غنية بفيتامين ج؛ فإنّ لثمرة الجوافة قدرة على
مكافحة بعض الأورام، من خلال بعض المواد الموجودة فيها، وذلك وفقاً لما أشارت إليه بحوث يابانية، حسب ما أوضح لاندرم.